الأستاذ محمد كوكطاش: ثمانون عاماً من السلام في أوروبا
يرى الأستاذ محمد كوكطاش أن ثمانين عامًا من "السلام الأوروبي" لم تكن ثمرة وعي أخلاقي، بل نتيجة تصدير الحروب إلى خارج القارة ودفع العالم الإسلامي ثمنها دمًا ودمارًا، ويحذّر من أن هذا الاستثناء التاريخي يقترب من نهايته، مع مؤشرات على عودة أوروبا إلى مسار الصراع الذي شكّل تاريخها.
كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:
يمكن للوهلة الأولى اعتبار ثمانين عامًا من دون حرب على الأراضي الأوروبية إنجازًا استثنائيًا، فمنذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها عام 1945، بعد أن حصدت مع سابقتها قرابة سبعين مليون إنسان، لم تشهد القارة العجوز حربًا شاملة داخل حدودها.
يبدو أنهم قد تعلّموا الدرس، أو هكذا يُراد لنا أن نصدّق، إذ وصلوا إلى عام 2025 من دون أن تتفجّر الحروب بينهم، غير أن من يعرف تاريخ أوروبا يدرك أن هذه القارة لم تُبنَ إلا على جماجم أبنائها؛ من حروب الثلاثين عامًا، إلى حروب المئة عام، وصولًا إلى الحربين العالميتين، كان الاقتتال سِمتها الأبرز.
رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، يرى أن هذه المرحلة الاستثنائية توشك على الانتهاء، متوقعًا عام 2026 كنقطة تحوّل، حيث يتفكك الاتحاد الأوروبي، وتصبح الحرب أمرًا لا مفرّ منه.
والحقيقة التي لا تحب أوروبا وأمريكا الاعتراف بها، أن هذا "السلام الأوروبي" لم يكن ثمرة أخلاق أو وعي إنساني متقدّم، بل نتيجة تصدير الحروب إلى خارج حدودهم، لقد حافظوا على مدنهم آمنة لأنهم أشعلوا النيران في مدن الآخرين، ثمن الثمانين عامًا من السلم دُفع من دماء شعوب العالم الإسلامي، الذي ذاق الاحتلال، والدمار، والمجازر، والإبادة.
لقد خاضوا حروبهم البينية على أراضٍ ليست لهم، ودمّروا أوطانًا ليست أوطانهم، بينما حافظوا على واجهة حضارية نظيفة في الداخل.
غير أن لله تعالى سننًا لا تتبدل، وقانونًا ماضيًا في شأن النصارى، إذ يقول سبحانه:
﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ المائدة: 14
وبصفتنا مسلمين، لا نفرح لسفك الدماء، ولا نتمنى حربًا تُزهق فيها أرواح الملايين، لكن من حقنا الأخلاقي والإنساني أن نقول: كفى حروبًا على أرضنا، قاتلوا إن شئتم لكن بعيدًا عن ديارنا، وعلى أرضكم لا أرض المستضعفين.
ومن حق المظلوم أيضًا أن يرى القوة الظالمة تنكسر، وأن تنفد مخازن سلاحها، وأن تتآكل هيبتها، وأن تتوجّه نيران حقدها إلى داخلها بدل أن تُصبّ على الأبرياء.
وليس غريبًا أن يتمنى الإنسان دون حقد شخصي أن القنابل التي سوّت غزة بالأرض، وقتلت وجرحت مئات الآلاف من المدنيين، لو انفجرت في سماء صانعيها لا في سماء الضحايا.
ووفق قراءات فيكتور أوربان، فإن الحرب الروسية–الأوكرانية تسير في هذا الاتجاه، وقد تكون مقدّمة لعودة أوروبا إلى تاريخها الحقيقي.
نسأل الله أن يحفظ المسلمين الأبرياء، وأن يكفّ عنهم شرّ الطغاة، جمعتكم مباركة. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يرى الأستاذ عبد الله أصلان أن ما يُقدَّم اليوم بوصفه “حرية شخصية” هو في جوهره منظومة منظمة تفرض الحرام وتُنتج شبكات فساد وانحلال تهزّ المجتمع بأكمله، ويحذّر من أن التطبيع مع الشر والصمت عنه يفتح الباب لكوارث أكبر، في وقت يُهمَّش فيه أهل القيم وتُحارب الفضيلة علنًا.
يدعو الأستاذ محمد كوكطاش إلى إعادة توجيه الخطاب الديني عبر ضبط الجدل المستهلك والامتناع عن الخوض في القضايا الخلافية التي استنزفت طاقة المسلمين دون أثر إصلاحي، ويؤكد أن الأولى هو التركيز على القضايا الجامعة والأعمال الصالحة التي تعزز وحدة الأمة وتخدم قضاياها الكبرى.
يناقش الأستاذ حسن ساباز تصاعد التوتر في سوريا والمنطقة على خلفية ملف قسد والتدخلات الخارجية، بالتوازي مع الجدل السياسي داخل تركيا حول تقارير لجنة «تركيا بلا إرهاب»، ويبرز في مقاله تقرير حزب الهدى بوصفه الأكثر توازنًا وواقعية في معالجة المسألة الكردية والفصل بينها وبين ملف العنف، والدعوة إلى حل عادل ومستدام.